أَيُّهَا الْضَّمِيْر الْمُذْنِب
"
"
أَذْنَبْت يَارَبِّي وآذتُنـي ذَنـوّب
مَالِهـا مـن غَافـر الاكــا
دِنْيَاي غَرَّتْنِي وَعَفْوَك غَرَنـي
مَا حِيْلَتـي فـي هـذِه أَو ذَاك
إِن لَم تَكُن عَيْنِي تَرَاك فَإِنْنـي
فِي كُل شَيْء أَسْتَبِيـن عُلَاكـا
"
"
مَشَاعِر الْذَّنْب ِ تَجْتَاحِنـآ ْ
( سُلُوُّكِيَات - آَفعَآل ٌ - زَلَّة ُ لِسَان ْ - ...الْخ )
آِآلَآم ٌ تَمْتَطِي ِ آَلَآَم ْ ..
وَمُصِيْبَة ٌ تَتَبَعا الآّخْرى
وشُعُور ٌ قَوِي ِ يَكتَسِحْنـآ ُ
ْ فـَ يَتَشَنَّج الْتَّفْكِيْر الْبَاطِنِي ِ
وَيَرْتَاب ُ الْإِنْفِعَال ُ الْعَاطِفِي ِ نَوْبَات ٌ عُصَيْبَة ْ
لَسْت ُ هُنَآ ْ لـِ شَرَح ْ مَوَآطِن ُ الْذَّنْب ْ الْسَّيِّئَة
بَل الإِثنـآَن ٌ مَعَا
ً ذَنْب ٌ سَلْبِي ِ ويُرَآَدِفة ُ بُآلْمِيزَآن
ْ ذَنْب ٌ إِيْجَآبِي ِ
فـآصَلّة ..!
يَشْعُر الْإِنْسَان عَادَة بِضَرُوْرَة مُرَاجَعَة نَفْسِه
وَمُحَاسَبَتِهَا عَمَّا قَامَت بِه
مِن سُلُوُّكِيَات أَو عَن أَحَاسِيْس وّمَشّاعِر وَمُعْتَقَدَات ،وَيُصَاحِب هَذِه الْعَمَلِيَّة
آَلَام وَمُعَانَاة أَو رِضا وَارْتِيَاح كُل حَسَب مَا سَبَقَه
مِن عَمَل أَو شُعُور أَو بَلْغَة
الْتَّحْلِيل الْنَّفْسِي مُرَاقَبَة الْأَنَا الْعُلْيَا
لِكُل مَن الْهُو وَالْأَنَا وَمَهْمَا كَان
الْإِنْسَان عَلَى قَدْر مِن الِاتِّزَان الانْفَعَالِي وَالْسَّوِي
لَابُد مِن ارْتِكَابِه بَعْض
الْأَخْطَاء أَو شُعُوْرِه بِالْخَطَأ وَلُوَّم الذَّات وَمُحَاسَبَتِهَا
وَهَذِه تُعْتَبَر ظَاهِرَة
صَحّيّة إِذَا كَان الْشُّعُوْر بِالْذَّنْب أَو الْخَطَأ
وَاقِعِيَّا وَيَرْتَبِط بِالْإِتْيَان بِأَخْطَاء
مُحَدَّدَة نَحْو الذَّات أَو الْآخَرَيْن
أَو الْبِيْئَة مِن حَوْل الْفَرْد
إِن الْشُّعُوْر بِالْذَّنْب أَو وَخْز الْضَّمِيْر
هُو الْأَلَم الَّذِي يَنْجُم عَن قِيَام الْفَرْد بِعَمَل
لَا يَرْضَاه ضَمِيْرَه وَسَوَاء كَان هَذَا الْعَمَل
خُلُقِيّا أَو نَفْسِيّا أَو اجْتِمَاعِيَّا
فَهُو شُعُور سِوَي ذُو قِيَمَة تَهْذِيبِيّة لِلْفَرْد
تُثِيْرُه مثِيْرَات مُحَدَّدَة يَعْرِفُهَا الْفَرْد
وَيُدْرِكُهَا بِوُضُوْح كَالتُوَرّط فِي عَمَل غَيْر مَشْرُوْع
أَو الْإِتْيَان بِقَوْل أَو فِعْل خَاطِئ
خَاطِئ غَيْر أَن هُنَاك شُعُورَا بِالْذَّنْب
غَيْر مَعْرُوْف الْمَصْدَر هَائِمَا طَلْيَقْا كَالْقَلَق
الْعَصَابِي كَثِيْرَا مَا يَقْتَرِن بِالْقَلَق وَاسْتِحْقَار الذَّات
أَو الْاشْمِئْزَاز مِنْهَا
فَتَرَى الْفَرْد لَا يَعْرِف لِمَاذَا يَشْعُر بِالْذَّنْب
وَيَنْتَابِه شُعُوْر غَامِض مُتَّصِل بِأَنَّه مُذْنِب آَثِم
حَتَّى إِن لَم يَكُن أَذْنَب أَو ارْتَكَب أَي شَيْء يَسْتَحِق
عَلَيْه الْعِقَاب أَو يَلُوْم
نَّفْسِه عَلَى أُمُوْر لَا تَسْتَحِق الْلَّوْم وَيَرَى فِي أَهْوَن
أَخْطَائِه ذُنُوْبَا لَا تُغْتَفَر ...
تَوَقَّفَت ُ هُنـآ قَلِيْلا ً آسْتَجَمّع ُ وَخَزآت ُ الإْلِم تـآَرَة ٌ
آعُآتبِهـآ ْ وَعَشَرَات ٌ تُعَاتِبُنِي ِ
كَم ْ مِن ْ عَمِل ٍ آنْجزْنآه ُ مِن غَيْر رَضـا ً
وَكَم مِن كَلِمَة ٍ طَآئِشَة ً خَرَجَت بـِ غَيْر وَقْتِهـآ ْ
كَم مِن ْ مَرَّة ٍ آسْتَحَقَرْنا ْ أَنفّسنـآ ْ
وَكَم ْ مِن ْ مَرَّة ٍ آنفُسَنا اسْتحَقَرِتِنَآ
آعْلَم ْ آَنَنـآ لآنَّجْدي ِ الْإِعّتِرَآف ْ حَتَّىْ وَلَو كَآِن بَيْنـآ آنفّسنـآ ْ
بَيْن َ الْمَسْمُوحَات ِ وَالْمَمَنُوعَات ْ ..!
هُنـآَك ْ عَادَات ٌ وَتَقَالِيْد ْ إِجْتِمآعيّة وَبيئيّة ْ وَبِالْأَحْرَى أُسْرِيَّة ْ
إِن تَجَاوَزْنَاهَا ْ شَعَرْنَا بِالْذَّنْب ْ
وَتَرْتَفِع ْ دَرَجَة ُ هَذَآ الْشُعُوُر ْ عِنْد آَطْفَالَنـآ ْ فـ يَنْتَابُهُم الْخَجَل ْ لِذَنْب ٍ آسِري ِ
وُضِع مَشَاعِر الْذَّنْب عَلَى مُتَّصِل يُمَثِّل بِثَلَاث مُسْتَوَيَات لِمَشَاعِر الْذَّنْب
وَمَا تُؤَدِّي إِلَيْه ارْتِفَاعَا أَو انْخِفَاضِا ،
مَشَاعِر ذَنْب مُنْخَفِضَة
وَتُدِل عَلَى الْلَامُبَالَاة وَعَدَم الْشُّعُوْر بِالْمَسْئُوْلِيَّة تِجَاه الْآَخِرِين وَالَذَّات .
مَشَاعِر الْذَّنْب الْسَّوِيَّة
تَتَضَمَّن الرَّغْبَة فِي الْإِصْلَاح وَتُؤَدِّي إِلَى الْتَكَيُّف مَع الْذَّات وَالْآخِرِيْن .
مَشَاعِر الْذَّنْب الْمَرَضِيَّة
تُصَل إِلَى دَرَجَة تَوَهُّم الْخَطَأ وَتَضَخُّمِه مِثْل مَرَض الاكْتِئَاب وَتُؤَدِّي إِلَى
الانْحِسَار وَانْخِفَاض تَقْدِيْر الذَّات
وَلـ سَلَآمَة ِ مَشَاعِرْنَآ ْ
1- الْإِيْمَان بِالْقَدَر خَيْرِه وَشَرِّه .
2- الْرِّضَا بِالْوَاقِع مَع مُحَاوَلَة الْتَّحْسِيْن وَالْتَّغْيِيْر حَسَب إِمْكَانِيَات الْفَرْد وَطُمُوْحِه.
3- الْتَّوْبَة النْصُوَحّة .
4- ابْتِعَاد الْفَرْد عَن أَدَاء بَعْض الْأَعْمَال الَّتِي يَعْقُبُهَا شَعُوَر بِالْذَّنْب .
5- اتِّبَاع مَا أَمَرَنَا الْلَّه بِه وَاجْتِنَاب مَا نَهَى عَنْه .
6- عَدَم الْتَّقْصِير فِي أَدَاء الْوَاجِبَات الْخَاصَّة بِالْفَرْد نَحْو رَبِّه وَعَمَلِه وَأُسْرَتُه وَذَاتِه وَمُجْتَمَعُه
"
"
أَدَعـوَك يَارَبـي لِتَغفـر حَوَّبْتـي
وَتُعِيْنـنـي وَتَمـدِنـي بِهـدَاكـا
فَاقْبَل دُعَائِي وَاسْتَجِب لرَجَاوُتـي
مَا خَاب يَوْمَا مِن دَعـا وَرَجَاكـ ،، ،
تحياتي...